المؤلف: سلامة موسى
عدد الصفحات: 140 صفحة
سلامة موسى مصلح من طلائع النهضة المصرية وهو رائد الاشتراكية المصرية ولد في قرية بهنباي 1887 توفي سنة 1958، عرف عنه اهتمامه الواسع بالثقافة واقتناعه الراسخ بالفكر كضامن للتقدم، ألّف ما يقارب 37 كتاب.
كتابه الثورات كان من كتبه الرائعة التي حاول فيها جمع الثورات العالمية و خصص آخر الكتاب للثورات المصرية حتى 1952، وكتابة بمثابة دراسة المقدمات المهيئة للثورات وشرح المعارك المبدئية وهو يعبر معللا لذلك” لأننا هنا -أي في فترة التهيئة للثورة- نجد النور المضيء الذي يحركنا للفهم أكثر مما نجد النار التي تلهب حماسنا”.
واصل سلامة موسى ليقول أن السمة العامة لجميع الثورات في العالم تجري على أسلوب لا يتغير، هو اضطهاد سابق يجمد ويتعنت ولا يقبل المفاوضة ، ثم انفجار ثم تغيير يؤدي إلى محو هذا الاضطهاد.
يبدو لنا من النظر في الثورات أن الشعب كله ينهض بها، ولكن عند التأمل نجد طبقة واحدة تحس بالاضطهاد أو الضغط أكثر من غيرها، وهي التي تقود وتدعو للثورة؛ للدلالة على ذلك :-
في عام 1215 ثارت طبقة النبلاء في إنجلترا على الملك جون، وفي عام 1789 ثارت الطبقة الوسطى في فرنسا على الملك والنبلاء، وفي عام 1848 ثارت طبقة العمال في كل أوربا تقريبا و حصلت على حقوقها.
وحاول تلخيص أسباب الثورات وحصرها في سبب واحد؛ أنه لا يبعث على الثورة سوى ظهور طبقة جديدة قد تغير مركزها الاقتصادي، فشرعت تكافح كي تغير مركزها الاقتصادي والسياسي .
رجل الأدب في الثورة: قيمة الأدب في الثورة أنه يسبقها ويهيء لها الأفكار والكلمات ومعاني الحرية وسيادة الشعب ولذلك نذكر أدباء الثورات الفرنسية والإنجليزية والأمريكية مثل فولتير، روسو، ديدرو، ملتون، توماس بين، وغيرهم من الأدباء.
الثورة الإنجليزية:- هي ثورة النبلاء سنة 1215 على الملك جون؛ شقيق “ريتشارد قلب الأسد” كان الشعب يتألف من، الملك المستبد والنبلاء وعامة الشعب.
أما ثورة الشعب الإنجليزي فكانت سنة 1640 ضد الملك تشارلس وكان ملتون هو الكاتب والشاعر الذي يفسر المعاني العميقة للضمير والشرف.
الثورة الفرنسية :- سنة 1789 وهي ثورة الطبقة الوسطى ضد النبلاء والملك، وكان سخطاً عاماً من عبء الضرائب، وكان النبلاء والقسيسون يعفون منها. وأنتجت الثورة الجمعية الوطنية الدستورية وأعلنت هي بدورها عن حقوق الإنسان، واعتبر جان جاك روسو داعية الثورة، وتتألف رسالته في أن الإنسان يولد حراً، أما فولتير فرسالته كانت ضرورة تغيير المجتمع وإلغاء النبلاء المستغلين للشعب، وديدرو الذي كان يقول بأن العلم والصناعة يغيران البشر.
الثورة الأمريكية :- وهي ثورة تحت زعامة واشنطون العظيم يقود الشعب الأمريكي ضد الجيوش الإنجليزية التي انهزمت في النهاية. واجتمع الزعماء وأعلنوا استقلالهم، ووضعوا دستور الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1776 .
ثم ذكر الثورة الروسية والثورة الهندية والثورة الصينية وعرج على كل الثورات المصرية الأربعة حتى عام 1952.
الثورة المصرية الأولى وهي تتألف من مجموعة من الثورات ضد الوالي التركي ثم ضد نابليون واخرجته من مصر ثم ضد محمد علي وهذه كان بطلها عمر مكرم ولكنها لم تنجح، الثورة المصرية الثانية وهي بقيادة أحمد عرابي ضد رياض باشا، ثم الثالثة وهي بقيادة سعد زغلول وعبدالعزيز فهمي وعلي شعراوي ضد الإنجليز وطالبوا بالحكم الذاتي لمصر ولم يطلبوا الاستقلال وعلى إثرها جاء الملك فؤاد الأول 1917-1936، الثورة الرابعة وهي بقيادة جمال عبد الناصر، صلاح سالم، جمال سالم، وأنور السادات ضد الملك فاروق 1952 وعلى إثرها تحولت مصر من مملكة لجمهورية.
إن كان من نقد يوجه للكاتب فهو انطلاقه من منطقه الماركسي وسيطر عليه مفهوم الديالكتيك في كل تحليلاته حتى أنه وصف النبوات بأنها ثورات غاضبة ضد المجتمع، وإنما هي مشاعل النور التي نزلت من السماء لتهدي الناس إلى الصراط المستقيم. وأيضا حصره لأسباب الثورات فقط في الأثر الاقتصادي حتى أنه قال “ولو كانت خفية هذه البواعث الاقتصادية ولكن اختفائها لا يدل على عدمها”.