هل ينبغي للدول ذات الدخل المنخفض فرض نفس توجيهات التباعد الاجتماعي مثل أوروبا وأمريكا الشمالية لوقف انتشار فيروس الكورونا (كوفيد-19)؟
زكاري بارنت هاول * أحمد مشفق مبارك
ملخص الدراسة
أصبح التباعد الاجتماعي الوصفة الأساسية لمكافحة وباء كوفيد-19، وتم اعتماد هذه الوصفة على نطاق واسع في أوروبا وأمريكا الشمالية. في هذه الدراسة نحن نجمع بين التقديرات الاقتصادية الخاصة بالدولة بغرض تجنب الأمراض مع نموذج وبائي يتنبأ بانتشار COVID-19 لتحليل ما إذا كانت فوائد التباعد والحد من الاختلاط الاجتماعي تختلف بين البلدان الغنية والفقيرة. وتعطي عملية النمذجة التي اتبعناها الرؤى والخلاصات الرئيسة التالية:
1. يمثل كبار السن غالبية السكان في الدول الغنية، لذلك يتوقع أن تكون آثار وفيات كوفيد-19 أكبر بكثير في تلك الدول مقارنة بالدول الفقيرة، حتى بعد وضع اعتبار الاختلافات في قدرة النظام الصحي.
2. من المتوقع أن تحفظ إجراءات التباعد الاجتماعي عددًا كبيرًا من الأرواح في الدول ذات الدخل المرتفع إلى الحد الذي تكون فيه عمليات التكلفة الاقتصادية المصاحبة للتباعد تستحق التحمل من قَبل الدولة واقتصادها. وتُقدَّر القيمة الاقتصادية الناتجة عن سياسات التباعد الاجتماعي الفعالة في الولايات المتحدة الأمريكية بما يساوي أكثر من 240 ضعف القيمة التي في باكستان أو نيجيريا (في ألمانيا تبلغ التكلفة 70 ضعف). تترجم قيمة الفوائد المقدرة من سياسات التباعد الاجتماعي بنسبة 59٪ من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، و85٪ من الناتج المحلي الإجمالي الألماني، ولكن فقط 14٪ من الناتج المحلي الإجمالي لبنغلاديش أو 19٪ من الناتج المحلي الإجمالي للهند.
3. إن الفوائد القليلة للتباعد والحد من الاختلاط الاجتماعي في البلدان النامية أو البلدان منخفضة الدخل مقارنة بالبلدان الغنية مدفوعة بثلاثة عوامل حاسمة:
(أ) البلدان النامية لديها نسب أقل من كبار السن لإنقاذهم من خلال التباعد الاجتماعي مقارنة بالدول الغنية ذات الخصوبة المنخفضة.
(ب) ينقذ التباعد الاجتماعي الأرواح في البلدان الغنية من خلال تسطيح منحنى العدوى، لتقليل الضغط على النظم الصحية. تأخر العدوى ليس بذات القدر من الفائدة بالنسبة للبلدان النامية التي بها عدد محدود من أسِرة المستشفيات وأجهزة التنفس الصناعي وهي مكتظة في الأصل وليست مهيأة لاستقبال مزيد من المرضى، بمعنى أن النظم الصحية أصلاً ضعيفة ومتهالكة.
(ج) يقلل التباعد الاجتماعي من خطر الإصابة بالمرض، لكنه يقوم بذلك عن طريق الحد من الفرص الاقتصادية للأفراد. ومن الطبيعي أن يكون الفقراء أقل رغبة في القيام بتلك التضحيات الاقتصادية. ويضعون قيمة نسبية أكبر على مخاوفهم المعيشية مقارنة مع المخاوف بشأن عدوى فيروس كورونا.
للاطلاع على الورقة:
هل ينبغي للدول ذات الدخل المنخفض فرض نفس توجيهات التباعد الاجتماعي لوقف انتشار فايروس كورونا؟