يؤكد د. أحمد العدوي على وجود تقاطع عميق بين الخطاب النِّسوي والاستشراق، وارتباط الخطاب النسوي بالخطاب الاستعماري ابتداءً، وذلك على الرغم التناقض الجوهري بين الخطابين ولا سيما على صعيد الغايات والأهداف. وعلى الرغم من ذلك أسهم الخطاب النِّسوي في تبييض صفحة المستعمر، ومن ثم عمل على تبرير المشروع الاستعماري، وإضفاء الطابع الحضاري عليه في التحليل الأخير، بل لم يزل الخطاب النِّسوي يُوظف في خدمة الخطاب ما بعد الكولنيالي على نحو أو آخر.
كما يتناول د. العدوي في دراسته أيضاً قراءة التاريخ الإسلامي من منظور جنوسي (Gender)، وعرض لبعض أوجه الإشكالات المنهجية والنظرية المترتبة على تفسير التاريخ الإسلامي جنوسيًّا. وكذلك بعض أوجه القصور المنهجي التي اعترت مثل تلك الدراسات، وأبرزها اعتبار المرأة كائنا جنوسيًّا. فضلًا عن اعتبارها طائفة اجتماعية متجانسة، إضافةً إلى الاهتمام المبالغ فيه بدراسة النص الديني والانكباب عليه، واعتباره المحدد الرئيس -دون غيره- في العلاقات بين الجنسين عبر التاريخ الإسلامي ككل. وذلك في مقابل الضرب صفحًا عن دراسة الممارسة الاجتماعية، والتطورات التي ألمَّت على صعيد العلاقات بين الجنسين في السياقين الزمني والمكاني، والتفاعلات الاجتماعية مع الظرف التاريخي الراهن، وتجارب المسلمين والتحديات التي جابهوها وكيف استجابوا لها.
للإطلاع على الورقة الرجاء تحميل الملف