اكتسب ميناء سواكن البحري أهمية بالغة في الماضي نتيجة لارتباطاته الجغرافية مع أوروبا وآسيا والداخل الأفريقي والسوداني وذلك حتى أواخر العشرينات عقب افتتاح ميناء بورتسودان في عام 1909م. ولتوضيح طبيعة تلك الارتباطات الجغرافية ومناقشة فرضية إعادة تجديدها في ضوء المتغيرات العالمية المختلفة التي جعلت من البحر الأحمر هدفاً استراتجياً للقوى العظمى والإقليمية التي تسعى للاستحواذ على موانئه البحرية واستغلال موارده الطبيعية، تأطرت أهداف هذا البحث الذي اتبع المنهج التاريخي – التحليلي، واعتمد على المصادر التاريخية والجغرافية والبحوث العلمية ذات الصلة. أكدت هذه المصادر الأهمية التاريخية لميناء سواكن البحري وقوة ارتباطاته التجارية والاقتصادية مع عالم المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا وأوروبا والداخل الأفريقي وحواضر السودان النيلية. كما أكدت تلك المصادر الكثير من المصالح العالمية الاقتصادية والسياسية والبيئية المستجدة في حوض البحر الأحمر بسبب موارد الطبيعية الضخمة وموقعه الجغرافي المتميز وأهمية موانئه، مثل ميناء سواكن الذي شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة. وقد أكدت تلك النتائج أيضاً أن المواقع الجغرافية المتميزة قد تشهد اضمحلالاً وتدهوراً مؤقتاً ولكنها ستستعيد سيادتها الجغرافية آنيّاً مع تجدد المصالح الاقتصاد والسياسة والبيئية.
لتحميل الورقة كاملة