تناقش هذه الورقة والتعقيب عليها واحدة من أبرز سمات الاقتصاد السياسي السوداني الذي خلفه الرئيس المخلوع عمر البشير وهي مؤسسة المليشيات الريفية، وكيف أن هذه الميليشات قد توسعت جغرافياً لتشمل أغلب مناطق الريف والحضر السوداني واقتصادياً لتشمل القطاعات الزراعية والتجارية والمالية، حيث لم تعد عسكرة الإنتاج الاقتصادي الريفي سمة منحصرة على مناطق السودان التي دمرتها الحرب، وإنما أصبحت سمة لصيقة بالحياة الريفية. فالقرى الكردفانية المطمئنة وقرى الجزيرة الهادئة حتى السنين الماضية، قد أصبحت مناطق للانتشار العسكري. أيضاً فقد قاتلت هذه المليشيات من أجل السيطرة على المراعي الموحلة التي تحمل معظم ثروة البلاد النفطية، أو من أجل الصحاري وغابات السافانا المتربة حيث يوجد الذهب. وعندما نفذ النفط، وعاد السودان لجني أغلب عملته الأجنبية من المحاصيل والمواشي، قامت أكثر المليشيات نجاحاً بتنظيم عمليات لحراسة الحصاد، واشترت بنك الموارد الحيوانية ومن ثم أسست بنك الخليج الخاص بها عام 2017 في شراكة مع رأس مال إماراتي. والآن، سيطرت هذه المليشيات على الدولة السودانية.
يناقش المقال شكل الاقتصاد السياسي السوداني الذي يتشكل تحت هذه السمة الرئيسية، وكيف استجابة الحكومات السودانية لهذا التحدي بسياسات تزيد من تعميق الهوة الاقتصادية بين الحضر والريف السوداني وتجعل مصالح كلٍ من سكان الريف والحضر السودانيين في حالة من التضاد: حيث لا يجني قطاع الخدمات الطاغي على المدن أي قدر من العملة الأجنبية تقريباً، ونتيجةً لذلك يعتمد الاستهلاك الحضري على الجهود الإنتاجية في الريف، ويحصل الريف على مزيد من التهميش والإضعاف والفقر وغياب التنمية.
أخيراً يناقش المقال تجربة لجان الأحياء والمقاومة كأفق اجتماعي جديد قد يكون قادراً على تجاوز هذه الهوة بين الريف والحضر السوداني، وكيف أن هذه اللجان قد تكون الفاعل السياسي الذي يربط نضالات الحضر والريف السوداني لمصلحة كل السودانيين. يعقب مترجم المقال، أ. محمد الكامل، على الجزئية الأخيرة من الورقة، ويبحث في الاقتصاد السياسي للريف والمدينة في السودان والتحديات التي يفرضها هذا الاقتصاد السياسي والتاريخ المؤسسي لتشكل المدينة على تجارب لجان المقاومة السودانية الحالية.
تمت ترجمة هذا المقال من نسخته الأصلية في منصة Debate Ideas-African Arguments، بموافقة أصحاب المنصة، للاطلاع على النسخة الأصلية:
للاطلاع على الورقة كاملة
مخلفات الرئيس المخلوع ربط نضالات الحضر والريف في السودان