تسعى هذه المقالة إلى تناول الخطاب والحراك النسوي المعاصر ضمن إطار نظري عام يقوم على أن هذه الحركة التي نشأت في ستينيات القرن الماضي هي إحدى تمظهرات حالة السيولة التي اتسمت بها الحركات الاجتماعية الحديثة كالحركة النسوية وحركات الشذوذ الجنسي (المثلية) على سبيل المثال، وفي طبيعة هذه الحركة وعلاقتها بالنظام العالمي الجديد الذي أعاد إنتاج قضايا النساء بما يوافق مصالحه وبما يوافق منطق السوق الاستهلاكية القائمة، التي جعلت من ذات الفرد وقضاياه سلع ومنتجات لها وذلك عبر توظيف التناقضات التي يمكن أن تفرزها مثل هذه الحركة في التعبير عن قضايا النساء، ليوافق بذلك خطاب الحقوق الجديدة للمنظمات الإنسانية الذي يقوم على تأكيد الحقوق الفردانية، لنجد أنفسنا عبر هذه الخطابات نتحدث عن حق المرأة الفرد وليس المرأة ككائن اجتماعي له أدوار اجتماعية مختلفة.
إن الغاية الأولى لهذا المقال تتمثل في التركيز على وصف هذه الحركة والتعريف بها وبالفلسفات التفكيكية التي تقوم عليها وذلك من خلال العناوين المختلفة عبر هذه الورقة، لنصل إلى أن هذه الحركة هي حركة بلا سمات وبلا مرجعيات وبلا محددات واضحة هي فقط تقوم على نفي وتفكيك الشروط الاجتماعية والإنسانية القائمة لصالح سرديات مركزية الجندر التي تقوم عليها. وذلك من خلال التأكيد على ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي تصوغ بها هذه الحركة تصوراتها ومفاهيمها عن الوجود وعن التاريخ والمعارف المختلفة وفي ذلك سنستخدم أدوات النقد في النظرية الاجتماعية التي تقوم على ما يمكن تسميته بعلم الاجتماع التخيلي الذي يقوم على المزج بين علم الاجتماع و الأدب والفلسفات النظرية.
للاطلاع على المادة كاملة