بالرغم من أن أصل هذه الورقة قد نُشر في العام 2004، إلا أن هذه الورقة تظل من الأوراق الرئيسية والمهمة لفهم وتحليل النمو الاقتصادي في تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال وحتي نهاية التسعينات من القرن العشرين، ويمكن اعتبارها تاريخ اقتصادي تحليلي لهذه الفترة، لذلك اسميناها “قصة الاقتصاد السوداني”. كتب الورقة إثنان من أهم الاقتصاديين السودانيين وهما علي عبد القادر علي و د.إبراهيم أحمد البدوي، وبالرغم من الاختلاف المدرسي والفكري بين الإثنين إلا أن هذا الخلاف وحقيقة اشتراكهما في كتابة هذه الورقة يعكس أهمية هذه الورقة كمادة تحليلية معبرة عن جزء من الرؤية التحليلية لمختلف المدارس الفكرية الاقتصادية لأداء الاقتصاد السوداني خلال هذه الحقبة المركزية المهمة من تاريخ السودان الحديث.
تحتوي الورقة على بعض الفصول التقنية ذات الصعوبة في الفهم لغير الاقتصاديين، قمنا بتخفيف وتقريب اللغة قدر المستطاع في هذه الفصول كما قمنا بحذف الفصول شديدة التخصيصية وذلك حتي نجعل الورقة في متناول القاري السوداني المتوسط غير المتخصص في الاقتصاد.
تحتوي الورقة أثنا عشر فصل مكملة لبعضها البعض، تناقش كل القضايا المتعلقة بعلاقة الاقتصاد السوداني بكل العوامل الاقتصادية والسياسية والتنمية الاجتماعية المختلفة. بعد المقدمة، يقدم القسم الثاني خلفية تاريخية سريعة لاقتصاد الدولة السودانية، بينما ينظر القسم الثالث في سجل النمو السوداني من خلال تقسيم التاريخ السوداني من 1953- 1996 إلى أربعة فترات مركزية. ويركز القسم الرابع على تجربة التحول التنموي في السودان بالنظر لأداء النمو فيه، ويتناول القسم الخامس الصراع السياسي وعلاقته بالنمو من حيث الأحزاب السياسية، والحركة النقابية والمؤسسات. وتنتقل الورقة في القسم السادس إلى الصراع السياسي والنمو. وتتناول الأقسام السابع والثامن والتاسع، على التوالي، الأسواق والتعليم والحرب الأهلية وعلاقتها بالتنمية الاقتصادية في السودان. ويبحث القسم العاشر في الفقر وتوزيع مكاسب عملية النمو، ويتناول القسم الحادي عشر تأثير النفط على أداء النمو في الاقتصاد. ويقدم القسم الأخير –الثاني عشر-ملخصًا في محاولة للإجابة على الأسئلة الثلاثة المطروحة أعلاه حول “ماذا ولماذا وكيف” (الماهية، الأسباب، والكيفية) التي ترتبط بالنمو الاقتصادي في السودان منذ الاستقلال وحتي نهاية القرن العشرين.
للاطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف