هذه الورقة هي فصل نشر في كتاب خَطه مجموعة كتَّاب بعنوان: “المرافق لأنثروبولوجيا الجسد والتجسيد” A Companion to the Anthropology of the Body and Embodiment” من تحرير فرانسس.إي.ماسيكا-ليس، يناقش الكتاب أنثروبولوجيا الجسد والتجسيد من عدة زوايا وفي عدة مواضيع.
أنثروبولوجيا الجسد والتجسيد هي نوع جديد نسبيًا من الدراسات الأنثروبولوجية، انبثق للوجود في سبعينيات القرن الماضي، وفي منتصف الثمانينيات أصبح فرعًا من فروع الأنثروبولوجيا، يدرس هذا الفرع جسد الإنسان باعتباره وحدة اجتماعية تتأثر بالتغيرات وبالمؤثرات السياسية والإيدلوجية، وهي دراسات طُوِرت لفهم بنية ثنائية القوة والقمع؛ التي يصعب إدراكها من دون فهم الطرق التي تُحيِّد بها السياسيات والإيدلوجيا اختلافات الإنسان الجندرية والعرقية الموجودة في جسده؛ الذي هو أصغر وأول وحدة يستهدفها التغيير.
إلا أن عدة باحثين يفضلون النظر إلى الأجساد لا الجسد الواحد باعتبار أن التغييرات والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية تظهر في الجمع أكثر منها في الواحد، ولأن الأجساد لا يمكن أن تنفصل عن تجربتها المعيشية تركَّز الاهتمام على “التجسيد” وهو طريقة عيش الفرد في هذا العالم و مصادره لبناء شخصيته و نفسه وذاتيته، مع النظر للتكيفيات التي يفرضها وجود ذوات أخرى، أو كما قال سورداس Csordas فإن: “الدراسات تحت عنوان التجسيد ليست (عن) الجسد بحد ذاته، على النقيض من ذلك فهي عن الثقافة والخبرة، إلا أنهما لا يفهمان إلا من وجهة نظر كائن له جسد في هذا العالم”. أنثروبولوجيا الجسد والتجسيد لا تنظر للجسد العضوي فقط، ولكن أيضًا للانفعالات والمشاعر والأحاسيس باعتبارها محركات الأجزاء المادية.
لماذا ترجمت هذه الدراسة؟
جانيس بودي Janice Boddy هي بروفيسور ورئيسة قسم الأنثروبولوجيا بجامعة تورنتو، وعضو الجمعية الملكية بكندا، كتبت بودي عدة كتب ودراسات عن السودان، وتحديدًا شماله، وقد زارته في الثمانينات للبحث الميداني.
في هذه الورقة تناقش بودي فكرة التجسيد وعلاقتها بالسياقات الاستعمارية، والأسس والمأرب التي حارب على خلفيتها الأوربيون عادات معينة في السودان وسر اهتمامها بها وهي “الظار وختان الإناث”، وفي أثناء ذلك تعطي بودي وصفًا ماتعًا لطريقة عمل الاستعمار وكيف ينهج ويرسم طرق الوصول لغاياته وتحقيق منافعه. نُشر هذا الفصل في العام 2011 أي في العقد الثاني من الألفية الجديدة لتوصيف استعمار قارب دحره السبعين سنة؛ إلا إن طول النفس الموجود في السياسات الغربية وطريقة تعاملهم مع الدول الأقل حظًا في النمو وطريقتهم في إدارة الصراعات لا تزال تستند على فهمهم القديم ذاته لطبيعة الأشخاص والأجساد في هذه الدول.
ترجمتُ هذا الفصل كورقة منفصلة ليكون إثراء للباحثين والمهتمين بفهم طبيعة الاستعمار من جهة، وللمهتمين أيضًا بحقل دراسات المرأة؛ فهي تثير فهمًا جديدًا للسياسات العالمية وسر الاهتمام العالمي بقضايا نسائية معينة.
للاطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف