تبحث هذه الورقة في مجمل حالة الفضاء العمومي السوداني لدولة ما بعد الاستقلال الأخير١٩٥٦، بتركيز على حالة النزاعات المسلحة وعملية صناعة السام وبنائه واستدامته. في هذا السياق ترصد الورقة، تاريخياً، النزاعات المسلحة السودانية المعاصرة والتأثيرات التي أوقعتها على حالة الوطن من حيث تعثر صناعة مشروع وطني لبناء الدولة المقتدرة لتحقيق الكرامة الإنسانية لمواطنها ومواطنتها بما يمكن قياسه وفقا لمؤشرات موضوعية، وبناء الأمة لمواطنيها ومواطنتها. كما تنظر الورقة في تفاعل النزاعات المسلحة، وفي ارتباطها بمنظومة النزاعات في الجوار السوداني (منظومة النزاعات الإقليمية)، وفي تداخل عناصر النزاع وتفاعلها، محلياً وإقليمياً ودولياً. وفي كلفة كل ذلك على الوطن. تدعي الورقة أن عملية صناعة السام الجارية تكتنفها تعقيدات بالغة. من ذلك افتقارها لرؤية أطلع عليها الرأي العام، ولذلك تدعي الورقة أن ذلك لم يمكن المفاوض من قبل الحكومة الانتقالية أن يضع عملية صناعة السام في مسارها الأصوب. تنتقد الورقة قبول مبدأ التفاوض بدلا عن الحوار، حيث إن الأطراف ذات الصلة بعملية السام تجتمع على موقف سياسي مشترك بوقوفها، مجتمعة، ضد نظام الإنقاذ/ البشير الذي تم تغييره في الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩ ، تتويجا لثورة ديسمبر ٢٠١٨ -أبريل ٢٠١٩ . عدم توفر رؤية هادية لإدارة عملية صناعة السلام غيب عن المُفاوض الحكومي أن العملية السلمية تعني بفصلين متتابعين أولهما إنهاء النزاعات المسلحة والتفاهم على إدارة أوضاع ما بعد تسوية النزاعات المسلحة، والثاني موضوعه تحقيق السلام العادل والشامل والمستدام. هذه”الدقسة” كان من شأنها أن أوقعت المُفاوض الحكومي في مأزق إدارة عملية صناعة السام عبر المسارات. هذه الأخيرة أفسدت مهمة المفاوض الحكومي، بدرجة بالغة، بأن غيبت عنه التركيز Focus الذي تتطلبه المهمة الموكلة إليه. ترى الورقة، إضافة إلى ذلك، أن المرجعية المؤسسية العليا لعملية صناعة السام في الطرف الحكومي لا يبدو واضحاً ولا معلوماً مركزها للرأي العام.
تقترح الورقة مراجعة شجاعة وبعقل مفتوح لعملية صناعة السام الجارية في منبر جوبا بحيث ينشغل المنبر بالتفاوض مع الحركات الحاملة للساح في المرحلة الأولى بما يفضي لإنهاء النزاعات المسلحة ومعالجة أوضاع ما بعد تسوية النزاع في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة. كما ترى أن تستكمل، كمرحلة تالية، العملية ذاتها لصناعة سام عادل وشامل ومستدام، عبر مشروع وطني لبناء الدولة والأمة السودانيتين. تزعم الورقة أن صناعة السام وبنائه عبر فصليه الإثنين أمر ممكن، تشهد على إمكان تحقيقهما تجارب معاصرة لشعوب من حولنا.
للإطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف