يهدف هذا البحث([1]) إلى معرفة الدور الذي لعبته التجمعات النقابية والمهنية في السودان في كلًا من الثورات أكتوبر 1964 ،أبريل 1985، ديسمبر 2018، ومقارنة تلك التجمعات من ناحية قيادتها ومكوناتها السياسية وقاعدتها الاجتماعية ودورها في تشكيل الحكومات الانتقالية؛ لمعرفة أبرز أوجه الشبه والاختلاف بين تلك النقابات. كما يروم البحث إلى معرفة وضعية تلك التجمعات النقابية بعد سقوط الأنظمة الحاكمة، والعوامل التي أدت إلى اخفاقها في إحداث إنتقال ديمقراطي في السودان.
اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي، وبناءً على ذلك استندت على بعض المصادر الأولية والثانوية وأجرت عدد من المقابلات مع النقابيين الفاعلين. واشتمل البحث على مقدمة وخمس فصول: جاء الفصل الأول كإطار تمهيدي لمعرفة أهم مراكز القوى السياسية في السودان في الفترة ما بعد الاستقلال، وتضمن الفصل الثاني «الجبهة الوطنية للهيئات» ودورها في ثورة أكتوبر 1964، أما الفصل الثالث تناولنا فيه «التجمع النقابي» ودوره في ثورة أبريل 1985، وتناول الفصل الرابع دور «تجمع المهنيين السودانيين» في ثورة ديسمبر 2018. وأخيرًا جاء الفصل الخامس لمقارنة التجمعات النقابية وإبراز المشتركات والاختلافات بينها والإجابة عن تساؤل لماذا فشل التجمعين النقابيين في 1964و1985 في إحداث انتقال ديمقراطي يقضي إلى تحول ديمقراطي مستدام.
وفي خاتمة البحث توصلنا إلى أن التجمعات النقابية لعبت دورًا كبيرًا في قيادة الثورات الشعبية الثلاث وتمكنت من الإطاحة بثلاث حكومات عسكرية ديكتاتورية؛ بواسطة التعبئة الجماهيرية السلمية والإضراب السياسي والعصيان المدني. وأن «تجمع المهنيين السودانيين» الذي تولى قيادة ثورة ديسمبر 2018 أحدث قطعية مع الثورتين السابقتين في 1964و1985؛ باستخدامه لأساليب القيادة التكنولوجية (الإسفيرية) في الحراك الثوري، وعمل على إعادة بناء الفضاء السياسي في السودان متجاوزًا الأطر التقليدية-القديمة في قيادة الثورات.
[1] هذه الدراسة هي جزء من بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير من معهد الدوحة للدراسات العليا.
رابط تحميل الورقة
دور التجمعات النقابية في قيادة الثورات الشعبية في السودان 1964