تقع جمهورية السودان في شمال شرق أفريقيا وتشترك في حدودها مع سبع دول مجاورة وهي مصر واريتريا وإثيوبيا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطي وتشاد وليبيا، يشكل سكان السودان مزيج من السكان الأصليين في وادي النيل ونسل المهاجرين من شبه الجزيرة العربية، من الناحية الإدارية فينقسم السودان إلي ثمانية عشر ولاية، تنقسم تلك الولايات بدورها إلي مناطق ووحدات إدارية، تغطي الأراضي السودانية حوالي 1.8 مليون كيلومتر مربع، وقد قدر عدد سكان السودان بحوالي 34 مليون شخص وذلك أعتماداً علي أحدث تعداد للسكان للعام 2008 وأن مايقارب حوالي 8% من السكان، أي حوالي (2.7 مليون شخص ) هم من البدو الرحل والرعاة ومما يجدر الإشارة اليه أن عدد سكان السودان ينمو وبسرعة وبمعدل 2.5% سنويا وبمعدل متوسط خصوبة بلغ 5.5 وكان متوسط حجم الأسرة في السودان هو 6.4 شخص، يمكننا القول وبشكل عام أن السودان يشهد تحولا ديمغرافيا مع تزايد أعداد السكان الشباب فهناك 15 مليون طفل تحت سن ال18 عاما و 4.5 مليون طفل دون سن الخامسة، وفي بعض المناطق يشكل الأطفال دون سن ال16 مايقارب 52% من أعداد السكان، وتقدر معدلات القدرة علي القراءة والكتابة للكبار بحوالي 57% وهو مؤشر إلى أن أحتمالية أن يصبح ابنائهم أميون عالية وفقا لنظريات التنشئة المجتمعية.
يعاني السودان من تاريخ طويل من عدم الإستقرار السياسي والحروب الأهلية والعنف المسلح الذي أثر وبشكل خطير علي أفاق التعليم وهدد التطور الاقتصادي والاجتماعي في السودان وخاصة على المدى الطويل للأطفال والنساء، كما أن سياسة لامركزية التعليم وتدني أسبقيته علي المستوي القومي التي تصل الي رقم 50 في الاستراتيجية القومية ربع القرنية من 2007 الي 2031 أعاقتا تطور التعليم من حيث وفرة فرصه للجميع وجودة نوعيته، خاصة وأن دراسة تمويل التعليم بين أن 95% من دخل المدرسة يذهب لمرتبات المعلمين وللجهد الطوعي قدر كبير في جمع هذه الموارد المالية، وكشفت جداول تمويل التعليم تواضع صرف السودان علي التعليم إذ يقع في ذيل الدول المشابهة له، إذ ينفق مايقارب 8.0% من الناتج المحلي علي التعليم .
يعتبر السودان من البلدان التي يوجد بها أعلى نسبة من الأطفال خارج المدرسة في شمال إفريقيا ووفقاً لإحصاءات وزارة التعليم، لا يتلقى أكثر من 3 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة التعليم الأساسي وهو ما يمثل 38.9٪ من السكان في سن الدراسة البالغ 6، 971، 862، وانخفضت نسبة الأطفال خارج المدرسة بشكل طفيف إلى 37.7٪، وعدد الأطفال الملتحقين بالمدارس ارتفع بنسبة 23.4٪ من 4، 874، 534 إلى 6، 015، 955 تلميذًا في عام 2017، إلا أن عدد الأطفال خارج المدرسة ارتفع بنسبة 17٪ من 3.1 مليون إلى 3.6 مليون والتي تقدر بنحو 3.6 مليون (EMIS 2017)، بمعدل متقارب للإناث والذكور، بنسبة إستيعاب بمرحلة الاساس تبلغ 73% للجنسين، 75% للاولاد و 71% للبنات ( كما ورد فى وثيقة استراتيجية التعليم 2018-2022) ويحتمل ان حوالى 8% من الاطفال خارج المدرسة لن يتمكنوا من الالتحاق بالمدرسة مع عدم وجود سياسات بديلة لإدماجهم في المدارس وسياسات تحفيزية للعودة إلى المدارس، – مما يقلل جداً من عدد الأطفال المدمجين مع زيادة عددهم في سن المدرسة الابتدائية – بالإضافة لزيادة هذا العدد بسبب التقدم المحدود في معدل الالتحاق الإجمالي بالمدارس الابتدائية و التي نجدها لا تتناسب مع النمو السكاني وزيادة معدل تسرب الأطفال والشباب من التعليم علي مر السنين بالرغم من الميزانيات التي تم إنفاقها على هذه القضية من المجتمع الدولي والإقليمي يجعلنا نتسائل ماهي العوائق وماهي الفرص المتاحة لزيادة امكانية الإستفادة من تلك الميزانيات بصورة افضل هي قضية لها اسبابها وموشراتها وبحسب وجهة نظري الشخصية هي نتيجة تراكم سياسات تعليمية وفقا لايدلوجيات الطبقة الحاكمة لم تراعي الهوية السودانية ولا احتياجات الإنسان السوداني وسوق العمل الوطني مع قلة الإرادة الوطنية .
سوف تدرس هذه الورقة حجم وظاهرة التسرب المدرسي في المدارس الابتدائية في السودان؟ والتعرف علي حجم التسرب في مدارس البنين والبنات والفروقات بين الولايات؟وستسلط الورقة الضوء على دور المنظمات غير الحكومية في الحد من معدلات التسرب مستعينةً بالمثال الذي أُجري لثلاث تدخلات.لمنظمات عالمية .
للاطلاع على الورقة كاملة الرجاء تحميل الملف
ماهو دور منظمات المجتمع المدني في حل مشكلة التسرب المدرسي في السودان؟