أصل هذا المقال المطول هو فصل كامل نُشر ضمن كتاب “”نزاع الإسلاميين في السودان: مقالات في النقد والإصلاح” الذي صدر في العام 2008م للبروفيسور التجاني عبد القادر حامد. ومع أنه قد كُتب قبل أكثر من عشرة أعوام إلا أنه لا يزال يحتفظ بأهميته، بل إننا نزعم أنه أكثر أهمية اليوم من ذي قبل، وذلك لأن القارئ للتاريخ يعرف تماماً أن إعادة التاريخ نفسه ليس حدثاً نادراً وإنما متكرر لكن الفارق يمثل أن تلك الإعادة الثانية تحدث “كمهزلة” نتيجة لعدم الاطلاع والقراءة على التجارب التاريخية السابقة، كما ينسب للفيلسوف الشهير وعالم الاجتماع كارل ماركس.
ومع أن المقال كُتب كخطاب موجه للإسلاميين في السودان إلا أن محتواه يصح ويناسب كل الأحزاب السياسية والمجموعات الاجتماعية المعاصرة. فالجزأ الأول المعنون بـ “أين نحن الآن؟” يحلل السياقات الدوليّة والإقليميّة والداخليّة المعاصرة ويستعرض فشل المشاريع السياسيّة والفكرية في إفريقيا والعالم العربيّ منذ الاستقلال في التعامل مع هذا الواقع المركب والمعقد، ثم ينتهي بالحاجة الماسة إلى امتلاك “رؤية” نافذة للتعامل مع هذا الواقع. ثم يأتي الجزأ الثانيّ المعنون بـ “من نحن؟” والذي يناقش فيه بروفيسور التجاني ضرورة إنتاج مثقفين ومهتمين لبناء الرؤية اللازمة مع الواقع المعقد والمركب وكيفية بناء المثقف السودانيّ القادر على التعاطي الفعال مع واقعه ومع المجتمع، وكيفية إدارة وتنظيم العلاقة بين المثقف والسياسيين، وكيفية إدارة العلاقة بين المثقفين من مختلف المجموعات الفكرية والسياسية لبناء سودان يسع الجميع، ويستعرض فيها الأخطاء والصفات التي يجب على المثقفين السودانيين اجتنابها. وفي الجزأ الثالث من المقال المعنون بـ ” نحو استراتيجية جديدة للحركة الإسلامية (1)” يتحدث التجاني عن ضرورة إعادة التفكير في استراتيجية الحركة الإسلامية ومع أن الخطاب موجه للإسلاميين إلا أنه صالح تماماً للتوجيه لباقي الأحزاب السياسية والمجموعات الفكرية، كما يحلل ويناقش عناصر الاستراتيجية وكيفية تحليل المجموعات لنفسها بحيث تتعرف على نقاط قوتها الرئيسيّة المعبرة عن جوهر فكرتها، ثم كيفية تحويل هذه الاستراتيجية لخطط تنفيذية وسياسات عامة موجهة، ويؤكد على ضرورة أن يكون وضع الاستراتيجية مجهوداً جماعياً يشارك فيه الجميع وليس نخبوياً مقصوراً على المثقفين فقط. أخيراً، يناقش الجزأ الرابع والأخير والمعنون بـ ” نحو استراتيجية جديدة للحركة الإسلامية (2)” ماذا يحدث للمجموعات والأحزاب عند غياب الاستراتيجية والرؤية، ويضرب مثلاً بتأثر الوصول للسلطة ومؤسسات الدولة الحديثة على استراتيجيات المجموعات والأحزاب (وهو ما يناسب ذكره الآن خصوصاً بعد امتلاك قوى إعلان الحرية والتغيير وباقي الأحزاب السياسية التي كانت معارضة لنظام الإنقاذ لسدة السلطة والحكم)، كما يناقش الفصل الأخير خطورة الاتكال على الهياكل التنفيذية أو الإداريين و السياسيين لصياغة الاستراتيجيات. لكل ما سبق، لذا ارتأى مركز تأسيس أهمية إتاحة هذا الجهد البحثي وفتح النقاش حوله لأهميته ومناسبته للجدل السياسي المعاصر.
ختاماً، نشكر البروفيسور التجاني عبد القادر على موافقته على نشر هذا المقال على موقع مركز تأسيس للدراسات والنشر.
للاطلاع على المقال كاملاً فضلا قم بتحميل الملف