كتاب “المال و الحروب و إدارة أعمال السلطة” مختارات من أعمال أليكس دي وال
ترجمة : الحارث عبدالله
تقديم : الدكتور حسن حاج علي
________________________
“هنالك أمران مهمان في السياسة، الأول منهما الأموال، ولا أستطيع تذكر ما هو الأمرُ الثاني”.
-السيناتور الأمريكي مارك هانا.
_______________________
الحكم المدني في مقابل الحكم العسكري
الهامش في مقابل المركز
اليمين في مقابل اليسار
النظام البائد في مقابل الثورة
الجيش في مقابل الحركات المسلحة
صياغات عديدة يتم تقديمها واستعمالها في خطابات السياسيين والمثقفين لتوصيف الواقع السياسي للسودان، تحاول أن تُصَوّر كيف تعمل السياسة ، وما هو سبب هذا الخلاف السياسي أو ذاك، وأي طرف هو الخير المطلق في مقابل الشر المطلق، وما هو دافع كل سياسي لقراراته، والأهم من ذلك كله إلى أين نحن متجهون.
وبحكم طبيعة المجال السياسي فإن الغالب عليه من أنماط التفكير تقوم على الإقصائية -إما معي أو ضدّي-، وتتغذى هذه الأنماط على الاستقطاب واختزال الواقع ليناسب أهداف الفئة التي تستعمل هذا النمط من التفكير لتحقق مصالحها في حشد أكبر مؤيدين، ولذلك فإن من السذاجة بمكان تصديق ما يقوله السياسيون عن الواقع السياسي، فالحقيقة ليست مهمة بالنسبة لهم بقدر ما تهمهم مصالحهم. ولذلك فالحاجة إلى النقاش العلمي الموضوعي عبر الأدلة حول السياسة قائم ومُلِحّ
يقدم أليكس دي وال في كتاباته نموذجًا سياسيًّا يشرح به الآلية التي تعمل بها السياسة في السودان، كيف تفكر النخب السودانية السياسية والعسكرية والمتمردة في السياسة، وكيف أن النموذج الذي يحكم نظرتهم للسياسة وأسباب حشدهم الناس لخدمة “الشعب” أو “لإحلال السلام” أو “بسط هيبة الدولة” هو نموذج “سوق الأعمال السياسي” والذي يقوم على استعمال البشر كوسائل لاكتساب أكبر قدر ممكن من الأموال وتوسيع النفوذ عبرها.
يتناول الكتاب تحليل أليكس دي وال لبنية الدولة السودانية وتحولها لسوق أعمال سياسية منذ تكوينها حتى لحظة توقيع الوثيقة الدستورية عقب ثورة ديسمبر ٢٠١٨م، فيبدأ من السودان القديم بعد الاستقلال مرورًا ببداية التحول لسوق سياسي في فترة الرئيس السابق جعفر نميري، ثم الفترة الانتقالية بعد ثورة ١٩٨٥م، ثم فترة الصادق المهدي، وحتى فترة حكم الإنقاذ منذ ١٩٩٨م حتى ٢٠١٩م، ويتناول التغيرات التي طرأت على السياسة وجعلتنا ننتقل من دولة ذات مؤسسية وحضور في جزء كبير من الأرض، إلى سوق الأعمال السياسي العنيف المضطرب ذو عشرات الجيوش والمليشيات الذي نحن عليه الآن، ويتناول بالتحليل بشكل دقيق حالة دارفور باعتبارها تمثل نموذجًا مثاليًّا لسوق أعمال سياسي متعدد الجيوش وتشترى فيه الولاءات.
يكشف الكتاب الغطاء عن المنطق القبيح والقاسي الذي يحكم الممارسة السياسية في بلادنا منذ سنين، ويساعدنا على فهمه بشكل أفضل والتفكير في مآلاته المحتملة، ما يساعدنا في التفكير في المسارات الأفضل للعمل التي ينبغي على المهتمين بتكوين سودان عادل ومؤسسيّ وديمقراطيّ أن يتخذوها مسلكًا.
المحتويات
مقدمة الترجمة
1. حول النظرية السياسية
2. لماذا هذه الترجمة؟
3. لماذا «أليكس دي وال»؟
4. لماذا «سوق الأعمال السياسيّ»؟
نموذج سوق الأعمال السياسي والتحوُّل الديمقراطي
الفصل الأول: سوق الأعمال السياسي
«لا وضعَ يدوم»
أسواق الأعمال السياسية والسياسة الحقيقية
رواد الأعمال ومدراء الأعمال السياسية
بناء الدولة state building في مقابل إدارة الأعمال السياسية
الفصل الثاني: السودان: إدارة غير القابل للإدارة
الناجي غير المتوقَّع
الهيكل المالي للسياسة السودانية
تحدي التوازن المستحيل أمام الصادق المهدي
التسعينيات: البقاء على قيد الحياة رغم الصعاب
طفرة النفط والسلام الريعي
سودان ما بعد الانفصال
الفصل الثالث دارفور: مَزَاد الولاءات
سوق أعمال سياسي شِبه مثاليّ
المناطق المغلقة وحرب الثلاثين عامًا
مزاد الولاءات
تنظيم السوق
وظائف وحدود العنف
الفصل الرابع السودان: تحليل من منظور [نموذج] سوق الأعمال السياسي
بِنية سوق الأعمال السياسيّ من الانفصال وحتى الانتفاضة
النفط والعلاقات مع جنوب السودان
الذهب والتهريب
رأسمالية المحاسيب
التمويل السياسيّ
الساحة الأمنية
الفصل الخامس مدخل إلى سوق الأعمال السياسي لأجل صناع السياسات